U3F1ZWV6ZTMzNzk3MDg3OTkwMjk4X0ZyZWUyMTMyMjEyNTU2NzU1OA==

حقائق مثيرة للاهتمام حول أعلى قمة في افريقيا - جبل كليمنجارو

حقائق مثيرة للاهتمام حول أعلى قمة في افريقيا - جبل كليمنجارو

حقائق مثيرة للاهتمام حول أعلى قمة في افريقيا - جبل كليمنجارو


هدف رحلتنا هذه المرة هو الوصول لأعلى نقطة في افريقيا، وهي قمة جبل كليمنجارو. ومع مدونتنا سنقدم لك كل ما ستحتاج إلى معرفته، كل هذا في تدوينة واحدة مشبعة بالمعلومات الضرورية والأساسية عن تسلق هذا العملاق الافريقي الذي يعتبر من بين التحديات التي من الصعب القيام بها. إذ يحتاج إلى جدول برمجة مسبق بالإضافة الى فريق اعداد مناسب، كلها عوامل يمكن ان تجعل حلمك حقيقة واقعية.

نسرد لك في هذه المقالة 12 حقيقة مثيرة حول سقف افريقيا الذي قد يفاجئك:

يعتبر واحد من القمم السبع

جبل كليمنجارو هو أعلى قمة في افريقيا بعلو يتراوح 5895 متر، مما يجعلها واحده من القمم السبعة. كليمنجارو يحظى بشعبية كبيرة وسط محبي الرياضات الجبلية والمغامرين الذين تستهويهم القمم الشامخة، لأنه يعتبر أقل صعوبة بالمقارنة مع القمم السبع الاخرى.

حيث لا يتطلب مهارات أو معدات تقنية، مثل الأربطة أو الحبال أو الفأس الجليدية. ولذلك، فمن الممكن الوصول لقمته عبر المشي لمسافات طويلة وليس تسلق شبه مستحيل.

كليمنجارو يقف شامخا من تلقاء نفسه

كليمنجارو ليس فقط أعلى قمة في افريقيا، ولكن أيضا أعلى جبل حر في العالم. والقمه التي سميت "اوهورو بوينت" بعلو 5895 متر (19341 قدم) فوق مستوى سطح البحر.

معظم الجبال العالية هي جزء من النطاقات، مثل جبل ايفرست التابع لسلسلة جبال الهيمالايا. وتتشكل في عملية تسمي زحزحة الصفائح التكتونية. حيث تتكون قشرة الأرض من صفائح متعددة بدأت في التحرك منذ آلاف السنين بسبب النشاط الجيولوجي. إذ عندما تدفع الصفائح بعضها البعض، تتكون حواف تدفع بالصخور في الهواء، التي تسد الصدع المتكون في قشرة الأرض مما يكون الجبال وهو النوع الأكثر شيوعا حول العالم.

الجبال الحرة مثل كليمنجارو عادة ما تكون نتيجة للنشاط بركاني. تتشكل الجبال البركانية عندما تندلع الصخور المنصهرة، وأكوام على السطح.

يقع الجبل على خط الاستواء

خط الاستواء هو خط وهمي يمر من خلال مركز الأرض ويقسم نصف الكرة الشمالي ونصف الكرة الجنوبي. ويتميز خط الاستواء باختلافه عن بقية الخطوط المعروفة بسبب ارتفاع كمية الإشعاع الشمسي الذي يتلقاه. ويبقي المناخ الاستوائي على مدار العام تقريبا. الأنماط المهيمنة هنا اما دافئة ورطبة أو دافئة وجافة.

يقع جبل كليمنجارو على بعد 205 كم فقط من خط الاستواء في بلد تنزانيا. عندما ابلغ المستكشفون الأوائل عن رؤية الأنهار الجليدية على قمة كليمنجارو، لم يصدقهم الناس لأنهم ظنوا انه من المستحيل ان يشكل الجليد قرب الشمس الاستوائية الحارة.

ثلاث مخاريط بركانية كانت سبب تكون جبل كليمنجارو

كما ذكر أعلاه، تم تكون الجبل من خلال النشاط البركاني. وحسب العلماء كان لكليمنجارو ثلاث مخاريط بركانية أطلق عليها:

"كيبو" (Kibo) (5895m) هو أطول مخروط وأيضا المخروط المركزي. هنا تكمن قمة كليمنجارو. تم تشكيلها منذ 460,000 سنة.

"ماونزي" (Mawenzi) (5149m) هو عبارة عن ذروة صخرية تصنف كثالث اعلى قمة في افريقيا، بعد "كيبو" وجبل كينيا (3825m).

"شيرا" (Shira) (3962m) لم تعد ذروة. وتشير التقديرات إلى ارتفاع حوالي 16,000 قدم قبل انهيارها، مما يخلق هضبة شيرا على الجانب الغربي من الجبل.

 كليمنجارو لم يمت. انه نائم

جبل كليمنجارو هو بركان " stratovolcano" مصطلح لبركان كبير جدا متكون من الرماد، الحمم البركانية والصخور. "شيرا"  و"ماونزي"  هي البراكين المنقرضة، وهذا يعني انه لا يوجد نشاط تحت هذه المخاريط. باختصار، فأنها تقطع من إمداداتها من الحمم البركانية. ومع ذلك، يعتبر "كيبو" بركانا نائما؛ يمكن ان ينفجر مرة أخرى! إذ كان بركانا ساكنا لم يندلع في السنوات ال 10,000 الماضية، ولكن العلماء يعتقدون انه سوف ينفجر مرة أخرى، فانه يعتبر خاملا.

لا أحد يعرف المعني الحقيقي ل "كليمنجارو"

الأصل من الاسم [كليمنجارو] ليس مؤكده لحد الان. وكان المستكشفون الأوروبيون قد تبنوا الاسم سنة 1860 وذكروا ان "كليمنجارو" هو الاسم السواحلي للجبل. ولكن وفقا لطبعة سنة 1907 من موسوعات Nuttall، كان اسم الجبل "كيلما-نجارو،" تتالف من الكلمة السواحيلية "كيلما" معني "الجبل" وكلمة "نجارو" بمعنى "البياض" بلهجة الشاغا.

وكتب المبشر الالماني يوهان لودفيغ كرابف في كتابه التبشيري (1860)، " جبل كليمنجارو من الثلوج بالسواحلية،" جبل العظمة ". وقد يعني أيضا "جبل القوافل" (kilima-الجبل؛ قوافل jaro). وهناك احتمال آخر هو ان كليمنجارو هو النطق الأوروبي لعبارة بلهجة الشاغا تعني "فشلنا في تسلقه."

أول صعود يعود لأكثر من قرن

أول وصول لقمة جبل كليمنجارو لأول مرة كانت في سنة 1889 من قبل الجيولوجي الألماني هانز ماير  Hans Meyer، و متسلق نمساوي لودفيغ بورتشيلر Ludwig Purtscheller ومرشد محلي يوهاني كينيالا لاوو  Kinyala Lauwo.

في محاولة ماير الأولى سنة 1887، فشل في الوصول حيث انه صرح انه واجه ثلوجا سميكة بدون توفره على معدات الثلج والجليد. وقد قام بمحاولة ثانية سنة 1888 التي كانت فاشله أيضا. ولكن لم يكن بسبب تحديات الجبل نفسه، ولكن لأنه تم القبض عليه واحتجز كسجين من قبل السكان المحليين وأفرج عنه بعد دفع فدية.

وفي الأخير نجح سنة 1889. وضم فريق الدعم التابع له مرشدا، وزعيمين لقبيلتين محليتين، وتسعة حمالين، وطباخ. ووثق بشكل دقيق مساره صعودا ونزولا من كليمنجارو.

 نصف الناس الذين يحاولون الوصول للقمة لا يحالفهم الحظ

يستقبل كليمنجارو تقريبا 30,000 من المغامرين سنويا. إلا انه حسب ما ذكر ان % 50 من المتسلقين تتبخر أحلامهم قبل تحقيقها. ويأتي ذلك كمفاجأة لان كليمنجارو لا يعتبر من القمم الصعبة بشكل خاص بالمقارنة مع الجبال الأخرى. بعد كل شيء، فانه ليس قمة تقنية ولا تتطلب قدرات خارقه لفعل ذلك.

فلماذا يفشل الكثير من الناس؟ غالبا بسبب مرض الارتفاع. وهو ناتج عن تغيرات الضغط بسبب الارتفاع، بحيث الناس يخطئون في اختيار الطريق. العديد من المغامرين يختارون طريق مارانغو، وهو أقصر مسار (خمسه أيام ذهابا وإيابا). ومع ذلك، فان أفضل طريقة للوصول للقمة هو اختيار مسار أطول للمساعدة في التأقلم.

 تسلق سريع لنخبة من الرياضيين

في مقابل الصعوبة والتحديات التي يقدمها كليمنجارو، فقد تم التعامل معه بوتيرة من شانها ان تدهشكم. تم الانتهاء من أسرع صعود ونزول لجبل كليمنجارو من قبل السويسري كارل اجلوف Karl Egloff في 6 ساعات فقط و42 دقيقة، سنة 2014.
كيف يكون هذا ممكنا؟ الرياضيين الذين يصعدون الجبال العالية الارتفاع فقد تأقلمت أجسامهم بشكل جيد مع تغيرات الارتفاع. لقد قضوا أياما أو أسابيع كثيرة في التمرين والتحضير. وبذلك يتم القضاء على خطر الإصابة بمرض الجبال الحاد.

وتشمل بعض الإنجازات البارزة الأخرى كصعود الاسباني كيلليان جونيت Killian Jornet إلى قمة اوهورو في غضون 5 ساعات و23 دقيقة و50 ثانية سنة 2010. الألمانية ان-ماري فلاميرسفيلد Anne-Marie Flammersfeld تحمل الرقم القياسي لأسرع صعود ونزول بنون النسوة، وتسلقت القمة في 8 ساعات و32 دقيقة والنزول في وقت إجمالي بلغ 12 ساعة و58 دقيقة سنة 2015.
ويظل السجل لأسرع صعود دون مساعدة (وهذا يعني ان المتسلق حمل الطعام والماء والملابس الخاصة به) في حوزة التنزاني سيمون ميتوي Simon Mtuy، الذي قام بالصعود والنزول في ظرف 9 ساعات و19 دقيقة سنة 2006.

أصغر وأكبر مغامر وصل لقمة كليمنجارو

يمكن لأي شخص ذو مستوى معقول من اللياقة البدنية تسلق كليمنجارو. وهنا البرهان:

تعتبر الامريكية آن لوريمور Anne Lorimor أكبر شخص قام بتسلق الكليمنجارو بنجاح وهي في ال 89 من العمر. وأخذت الرقم القياسي العالمي سنة 2019 من بين يدي الدكتور فريد ديستلهورست Fred Distelhorst، الذي عانق قمة الكليمنجارو في عمر ال 88 سنة.

في المقابل أصغر مغامرة تنجح بالوصول لقمة كليمنجارو هي الأمريكية كولتان تانر  Coaltan Tanner، في ربيعها السادس وذلك كان سنة 2018. كذلك تعتبر آشلين ماندريك Ashleen Mandrick، التي كانت أيضا في السادسة من عمرها عندما حققت الإنجاز، من المحضوضين الصغار الذين تمكنو من التربع على عرش أفريقيا في هذا العمر.

يعتبر الحد الأدنى للسن المسموح به لتسلق جبل كليمنجارو هو 10 سنوات، إلا ان الجهات المسؤولة عن المنتزه تمنح استثناءات للأطفال الذين لديهم خبرة كبيرة في هذا النوع من الرحلات.

 الرحلة إلى القمة مثل الذهاب من خط الاستواء إلى القارة القطبية الجنوبية

اثناء تسلقك كليمنجارو، ستواجهك خمس مناطق بيئية متميزة في طريقك إلى القمة. وتشمل هذه المناطق: الأدغال/المنطقة المزروعة، منطقة الغابات المطيرة، منطقة مورلاند، جبال الألب الصحراوي والمنطقة القطبية الشمالية.

الأحوال الجوية بالقرب من سفح الجبل تميل إلى ان تكون استوائية إلى شبه المعتدلة ومستقرة نسبيا على مدار السنة. السهول السفلية ساخنة وجافة. فكلما ابتعدنا عن الأدغال نحو الغابات المطيرة، تصبح الظروف دافئة ورطبة بشكل متزايد.

مع زيادة الارتفاع تزداد البرودة، مما يؤثر على النباتات والحياة الحيوانية. وتقع القمة في منطقه القطب الشمالي التي تتميز بالجليد والصخر. حيث لا يمكن ان يكون هناك سكن دائم للإنسان بسبب تعرض الجسم لحالة من التدهور ناتج عن طبيعة الطقس (التعرض لمدة قصيرة لا يؤثر في هذه الحالة).

غطاء الجليد في خطر

تقلصت الفتحة الجليدية بنسبة % 82 منذ 1912. ويقدر العلماء ان الأنهار الجليدية قد تختفي تماما في 50 سنة القادمة. ويرجح الغالبية ان سبب ذلك راجع إلى ازاله الغابات، وليس بالضروري الاحتباس الحراري.

الذوبان والتسامي (الانتقال من المرحلة الصلبة مباشرة إلى بخار) على حد سواء تسهم في فقدان الجليد، ويقول المؤلف والكاتب دوغ هاردي Doug Hardy، وهو عالم الجليد من جامعة ماساتشوستس. "أن الأنهار الجليدية كانت في تراجع مهول لأكثر من قرن"، ويضيف هاردي، "مع مناخ يتسم بالجفاف في شرق افريقيا الجاني الرئيسي واحد".

وقد قام سكان المنطقة بمبادرة زرع حوالي 5,000,000 شجرة حول قاعدة الجبل سنة 2008 لمكافحة هذه الظاهرة.

إذن إذا كنت تفكر في تسلق كليمنجارو، فقد حان الوقت للقيام بذلك.
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة