U3F1ZWV6ZTMzNzk3MDg3OTkwMjk4X0ZyZWUyMTMyMjEyNTU2NzU1OA==

الحسم في الجدال الدائر حول من هو أول شخص وصل إلى القطب الشمالي؟

الحسم في الجدال الدائر حول من هو أول شخص وصل إلى القطب الشمالي؟

الحسم في الجدال الدائر حول من هو أول شخص وصل إلى القطب الشمالي؟



بعد مرور أزيد من قرن من المحاولات الأولى للوصول إلى القطب الشمالي، ما زال الجدال مستمراً حتى الآن حول أول من بصم خطاه بالقارة القطبية الشمالية. أكملوا قراءة التدوينة للحسم في ذلك.

الاختلافات الرئيسية بين القطب الشمالي مقابل القطب الجنوبي

على عكس القطب الجنوبي، الذي يستقر بشكل مريح (وآمن إلى حد ما) على كتلة أرضية فوق سطح البحر، فإن القطب الشمالي غير مسترعلي مستوى سطح ثابت، تقع نقطة القطب الشمالي على لوح هائل من الجليد العائم.

وهذا هو السبب في أن غزوات القطب الجنوبي كانت أكثر سهولة. فعندما وصل (روالد أموندسن) "Roald Amundsen" لأول مرة إلى القطب الجنوبي في عام 1911، استطاع أن يزرع علم بلده هناك بينما، في الخلف في القطب الشمالي، لم يكن لدى أي مستكشف القدرة على تأمين رحلته هناك.

وإذا فعل ذلك فسينتهي به في نهاية المطاف إلى الطفو إلى جرينلاند، الأمر الذي يجعله ممارسة عديمة الجدوى تماما.

كيف يمكن للمرء حتى أن يعرف أو يثبت أنهم يقفون حتى على القطب الشمالي؟ حسنًا، في عام 2018 مع نظام تحديد المواقع العالمي (GPS). وفي عام 1908، مع استعمال العداد "chronometer" وهو عبارة عن مجموعة من الحسابات المعقدة.
فبدون صورة فوتوغرافية توثق اللحظة والمكان والأدوات التي يستطيع المرء أن يستعين بها، لم يكن هناك أي سبيل لإثبات أنك كنت في موقع محدد قبل قرن من الزمان. ومن هنا بدأ الجدال القائم منذ أمد بعيد.

من هم المستكشفون الذين زعموا أنهم أول من وصل إلى القطب الشمالي؟


ذات مرة في عام 1909، ادعى مستكشفان أميركيان للتو أنه أول من وصل إلى القطب الشمالي: أحدهما كان (فريدريك ألبرت كوك) "Frederick Albert Cook"، والآخر (روبرت باري) "Robert Peary". وقد أكمل الرجلان مؤخرا حملات إلى أقصى الشمال، الأولى في عام 1908 والأخيرة بعد عام.

ولم يفصل بين هذين الرجلين سوى أسبوع واحد، في سبتمبر/أيلول 1909، وانشبت عداوة بين الرجلين على الفور. والواقع أن وجود رعاة وهميين وعلى وجه التحديد الجمعية الجغرافية الوطنية "The National Geographic Society" ونيويورك تايمز "The New York Times") يجعل من ادعاء روبرت باري أكثر مصداقية.

ومن جانبه، يدعي كوك باصطحابه لحبوب ضخمة من الملح عند مرحلة الانطلاق، وكان ذلك راجعاً في الأغلب إلى أنه زعم أنه مر بجبل كنيلي في ألاسكا (أعلى قمة في أميركا الشمالية، والذي أصبح معروفاً الآن باسم دينالي) في عام 1906، ورغم ذلك فإن الصورة التي قدمها (العلم على القمة من وجهة نظر عالية) سرعان ما أصبحت موضع تساؤل.
ولم تكن سمعته محفوفة بالمخاطر فحسب عندما خرج بهذا الادعاء سنة 1909، بل إنه ببساطة لم يستطع ان يتمتع بنفس بروز "باري" الذي أخذ على محمل الجد.

ومع ذلك، نشر الرجلان روايات مفصلة عن بعثات القطب الشمالي لدى عودتهما، وتعلق الرجلان بقصصهم. في عام 1910، كانت هناك قنبلة قلبت موازين الادعاءات. اثنان من زملاء "باري" و"كوك" من متسلقي الجبال في أميركا، وهما "بلمور براون" (Belmore Browne) و"هيرشيل باركر" (Herschel Parker)، قدما دليلاً على أن ادعاء كوك كان احتياليا.
وقد قاموا بسحب خطواته إلى القمة وبتحديد الموقع المرتفع بالضبط حيث التقط كوك صورته وتكرارها. وقد تبين أن هذا يبعد حوالي 32 كم عن دينالي (أعلى قمة في أميركا الشمالية) التي زعم أنه مر بها خلال رحلته نحو القطب الشمالي.

أصبح ادعاء إنجاز "كوك" في الوصول للقطب الشمالي موضع تجاهل كبير، وتشويه سمعة واضح بين المستكشفين. فأضحى الآن واحداً من أكبر المخادعين الاستكشافيين على مستوى العالم على مر التاريخ.

البرهان للحسم في هذا الجدال...

قد يؤكد ويصدق أغلب الناس إلى حد كبير رواية "باري" لما تحتويه على مجموعة من الدلائل التي تؤكد نجاح بعثته، والذي تضمن ما قد يُنظر إليه كروايات "لا تصدق" عن السرعة التي تم الوصول إليها والمسافات التي تم تغطيتها. والى حد هذا اليوم، لا يزال الخبراء يناقشون ما إذا كان "باري" قد وصل إلى القطب الشمالي في ضوء المسار الذي زعم أنه سلكه، بالسرعة التي زعم أنه وصل بها لهدفه.
على الرغم من كل هذا، وبالنظر إلى الشكوك حول ادعاء "كوك"، فقد فاز بيري بالتمجيد لكونه أول شخص يصل إلى القطب الشمالي. وحتى اليوم، هناك العديد من المؤيدين لروايته.

إذا كان هناك شيء واحد عن القطب الشمالي يتفق عليه الجميع هو أن روالد أموندسن "Roald Amundsen" كان أول من وصل إلى هذه المنطقة عن طريق الجو، وذلك سنة 1926. وكان يرافقه 15 من زملائه المستكشفين، وإذا كانت جميع الادعاءات الأخرى احتيالية حقا، فإن المجموعة كانت ستكون أول من وصل إلى القطب الشمالي بأي طريقة.

الشيء الرائع هو أن هذا الجدال الحاصل حول القطب الشمالي والتسابق حول من يكون أول من يصل إليه هو أن هذه مجرد قصة واحدة، من بين بضعة أخرى التي سوف تستمر خلال العقود القادمة. وكان أكثرها إثارة للاهتمام في هذا السياق ما بين المستكشف الأميركي الأفريقي ماتيو هنسون "Matthew Henson"، الذي كان في واقع الأمر مشاركا في بعثة باري. بدوره ادّعى أن يكون هو الشخص الأول الذي بلغ القطب الشمالي في سنة 1909، بدليل أنّه كان يتقدم المجموعة التي كانت تضم "بيري". يعني ذلك أن "هنسون" كان أول من خطى نحو القطب الشمالي.

إن عدد الكتب التي كتبت عن الجدل الدائر حول القطب الشمالي وعمليات الاستكشاف القطبية بشكل عام كبير ويمكن أن يكون الرقم هائلا. فإذا كنت مفتون بهذه الروايات القديمة عن بعثات هائلة إلى أبعد المناطق على كوكبنا، فأقترح عليك أن تتبع توصيات "رولاند هانتفورد" (Roland Huntford). 

"هنتفورد" مؤلف حائز على جائزة وخبير رائد في مجال الاستكشاف القطبي، وقد كرس حياته لهذا الموضوع. والواقع أن كتابه الخاص "المكان الأخير على الأرض" (The Last Place on Earth) عبارة عن سيرة ذاتية مزدوجة لسباق "سكوت" و"أموندسن" إلى القطب الجنوبي ويجعل منه قراءة ممتعة حقا.

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة